يؤكد الكاتب أن هذا الكتاب لا يتناول الخرافة بحد ذاتها، ولكن بطرق تناولها أي النظريات التي ظهرت لدراستها، وخاصة تلك النظريات التي ظهرت منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر؛ حيث البداية الحقيقية لظهور نظريات علمية عن الخرافة، وهذا لا يعني عدم وجود محاولات لدراستها قبلها، ولكن كانت تعتبر مرحلة جديدة لدراسة الخرافة على أسس علمية حقيقية عن طريق ظهور مجالات اهتمت بتقديم تلك النظريات كعلم الاجتماع وعلم النفس وغيرها، فكان الاختلاف واضحًا بين النظريات القديمة، والتي اعتمدت على التخمين والتجريد بشكل أساسي، على عكس النظريات الحديثة التي اعتمدت بشكل أساسي على تراكم المعلومات؛ ولهذا لا يوجد نظريات للخرافة وحدها، وإنما تعتبر كجزء من علوم أخرى.
في العصر الحديث تم شن حملات ضد الخرافة بسبب تفسيرها العالم تفسيرًا غير علميٍّ، وهم بذلك يخالفون ما قاله (أفلاطون) الذي يعتبر أول من رفض الخرافة في الغرب، والذي رفضها لسببٍ أخلاقيٍّ؛ حيث الآلهة تمارس الأفعال غير الأخلاقيَّة، والتركيز على علاقة الالهة ببعضها البعض بدلًا من التركيز على سيطرة الآلهة على العالم المادي.
فنقاد العصر الحديث رفضوا ما أسموه "خرافات العهد القديم" حول خلق الكون في ستة أيام، وطوفان نوح، وتاريخ الخلق الذي يرجع إلى ستة أو سبعة آلاف سنة، والضربات العشر التي تعرض لها المصريون في عهد موسى ورفضوا مصداقيتها علميًا.
العلم والخرافة في تضارب مستمر، وعلى الرغم من ذلك كانت هناك محاولات للتوفيق بينهم وذلك عن طريق التخلص من العناصر التي تتضارب مع العلم الحديث، أو محاولة تفسيرها تفسيرًا علميًا.
ويعرض الكاتب هنا آراء العديد من العلماء واختلافهم حول علاقة العلم بالخرافة كـ (تايلور) و (ستيفن جاي جولد) و (فريزر) و (مالينوفسكي) و (لوسيان ليفي برين) و (كارل بوبر) و (كلود ستروس) و (روبين هارتون)؛ فمنهم من يرى تعارض الخرافة مع العلم، ومنهم من يرى توافقًا بين العلم والدين، ومنهم من يقول إنَّ الخرافة جزء من الدين البدائي، والذي يعتبر بدوره جزءًا من الفلسفة، وأنه لا توافق بين الدين البدائي وبين العلم، فيخطئ الأول ويصيب الثاني. ومنهم من يؤكد على الطبيعة الفلسفية للخرافة، ويطبق نظرياتهم على خرافة (أدونيس) وكيف نظر كلٌّ منهم لها وكيف فسرها.
هناك تداخلا بين علاقة العلم والخرافة وبين الفلسفة والخرافة. بعض العلماء يرون أن الخرافة جزء من الفلسفة، وآخرون أن الخرافة هي الفلسفة والعكس، وبعضهم أن الخرافة منبثقة من الفلسفة والعكس، والبعض الآخر أن الخرافة والفلسفة مستقلتان، ولكن يؤديان الوظيفة نفسها، وفي الأخير أن الخرافة والفلسفة مستقلتان، ولكن يؤديان وظائف مختلفة.
بعض العلماء وضع الخرافة والعلم تحت الفلسفة، والبعض الآخر وضع الخرافة كرد فعل للفلسفة والعلم، واعتبر أغلبهم ان الخرافة حكاية فلسفية؛ لأنهم يرونها تعبيرًا عن الفلسفة وخاصة ( كامو) و (يوناس) و (بولتمان)..
اكمل قراءة الملخص كاملاً علي التطبيق الان
ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة
هذه الخطة لتثقيف نفسك و بناء معرفتك أُعدت بعناية حسب اهتماماتك في مجالات المعرفة المختلفة و تتطور مع تطور مستواك, بعد ذلك ستخوض اختبارات فيما قرأت لتحديد مستواك الثقافي الحالي و التأكد من تقدم مستواك المعرفي مع الوقت
حمل التطبيق الان، و زد ثقتك في نفسك، و امتلك معرفة حقيقية تكسبك قدرة علي النقاش و الحوار بقراءة اكثر من ٤٣٠ ملخص لاهم الكتب العربية الان